Sunday, May 6, 2007

(مستقبل تاثير التعديلات الدستوريه على القوى السياسيه الحاليه وتواجدها)

مستقبل القوى السياسيه فى ظل التعديلات الدستوريه
الاختلاف حول بقاء الوفد بعد التعديلات ...الاخوان البديل الذى يطرح نفسه بثقل
اشتملت التعديلات الدستوريه التى اقرها مجلس الشعب الاسبوع الماضى _والتى تنتظر طرحها للاستفتاء_ ما يمس صلب العمليه الانتخابيه فى مصر سواء التشريعيه او الرئاسيه واخرى مست النظام الاقتصادى الاشتراكى المنصوص عليه فى الدستور .والنص على قانون استثنائى لمكافحة الارهاب بديلا عن قانون الطوارىء . ولان الدستور هو الوثيقه والعقد الاجتماعى بين الشعب والافراد الممثلين للحكومه لتحديد الاطار الذى يرتضيه الشعب لنفسه والذى تلتزم الحكومه بتطبيقه والحفاظ عليه .فذلك يطرح تسائول الى اى درجه يؤثر تعديل هذا الاطار فى التيارات والقوى السياسيه الموجوده على الساحه الان .
ويرى د/ ضياء رشوان خبير بمركز الاهرام للدراسات السياسيه والاستراتيجيه ان اهم تاثيرات التعديلات الدستوريه الحاليه هى اختفاء الحزب الوطنى لان التعديلات حسب وجهة نظره تغلق الباب امام الحزب الوطنى وتعزله عن الشارع والقوى السياسيه الاخرى وهو ماسيؤدى الى اختفائه تدريجيا . ويدلل لهذا برصد حالة الخوف والهلع الذى تمت بها التعديلات وفى توقيت ضيق .ويتنبا بظهور ازمات ناتجه عن هذه التعديلات مع انتخابات الشورى القادمه ويليها المحليات والتشريعيه بعدذلك وسيزيد من هذه الازمات اتفاق المعارضه على اختلافها ان تقاطع هذه الحكومه وتجاوزاتها .
ويتفق معه د/ سعد الدين ابراهيم فى ان اتفاق المعارضه على رفض التعديلات هى فرصه للمعارضه لتنشيط الياتها للمعارضه فيما بينها وكذلك التخطيط مجتمعين على ذلك .ويؤكد على ان اهم اهداف التعديلات هى تمرير توريث بلا صراخ ونيه لتزوير الانتخابات القادمه بالغاء الاشراف القضائى والمبدا الدستورى قاضى لكل صندوق .
ويوضح احمد عبد الحفيظ الباحث السياسى انه ليس هناك اى قيمه للتعديلات ولم تغير شىء فى الواقع السياسى سوى اعطاء مشروعيه للاعمال البوليسيه التى ترتكبها الدوله وزيادة تحكمها بالعمليه الانتخابيه عن طريق القائمه النسبيه والغاء الاشراف على الانتخابات لتقليل فرص فضح التزوير فى العمليه الانتخابيه لذلك فهو يرى عدم التعويل كثيرا على هذه الانتخابات فى تغيير الواقع السياسى .
اما د/ احمد بهاء الدين شعبان عضومؤسس لحركة كفايه فيصفها _التعديلات الدستوريه_ بالوضع الخطر الذى اهدر محاولات مستميته منذ سنوات للتحول الديمقراطى السلمى بعيدا عن الانفجارات العشوائيه والانهيار فى مواجهة تصلت الدوله .وان ما اعطته التعيلات للحكومه من سلطات للاعتقال والتجسس والمراقبه اول من سيعانى منها حركة كفايه وجماعة الاخوان المسلمين . الاانهم لن يكونوا القضيه فى المستقبل ستكون قضية المواطن العادى الذى سيجد فجاه نفسه منتهكة خصوصيته ومنزله وابنائه معرضين للاعتقال فى اى وقت ودون اى ضمانات .ويتوقع تجمع حالة الاحتقان السياسى ولاقتصادى والاجتماعى فى لحظه واحده لتحدث حاله من الفوضى والانفجار يتحمل مسؤليته النظام رغم ان جميع القوى السياسيه هى التى ستدفع ثمنه .ويصف هذه المرحله بان صوت العنف سيكون اعلى من صوت او تيار سياسى اخر . ويدلل على ذلك بالجزائر التى عاشت 10 سنوات من العنف وعدم التوازن نتيجة ظروف الاحتقان .
وينفى د/ عمرو هاشم ربيع هذه التوقعات استنادا لعدم جوهرية التعديلات ولاانه هناك دائما فجوه بين النص الدستورى والتطبيق فحتى المواد المتعلقه بالنظام الاقتصادى لن يكون لها تاثير لاان الفجوه ستظل كما هى وما تم من تعديلات هو مجرد تغيير شعارات ليس الا يساعد على زيادة التضارب بين مواد الدستور .كما انه يرى ان التعديلات ليست الاتعبير عن حاله من الخلل بين سلطات الدوله لصالح السلطه التنفيذيه .ويصف الحوار حول التعديلات الدستوريه بحوار المثقفين الغير مؤثر فى الشارع .
وعن صعود وانحصار التيارات السياسيه فى الشارع المصرى .
فيؤكد د/رشوان على ان الاربع تيارات السياسيه الاساسيه فى مصر القوميه واليساريه واليبراليه والاسلاميه ستظل كما هى لن تختفى فهى ايدلوجيات وافكار وهى لاتختفى لاانها تيارات يتجاوز عمر بعضها ال90 عاما ولاتزال موجوده فلاانظمه هى التى تتبدل ولكن تظل الايدلوجيات .فى اشكال مختلفه .ويتنبا لتيار الاخوان بالصعود فى المرحله القادمه بعد حالة الفوضى التى بدات منذ موافقة مجلس الشعب على التعديلات حسب ما جاء على لسانه .وذلك لاان الجماعه هى الاقوى فى المجتمع ويسهل التنبا بذلك خاصه وان هذه القوى تحتاج الى سنوات من الجهد والعمل المتواصل التى حافظت عليه الجماعه .
ويصف عبد الحفيظ البديل لصعود الاخوان فى هذه المرحله هو الفوضى اما ان ننتظر الفوضى او تحرك من الجماعه ويؤكد على بقاء جماعة الاخوان كنموزج كلاسيكى للتيارات الاسلاميه التى تبدا نشاطها بالصدام العنيف مع النظام ثم تتراجع عنه لتنخرط فى العمل السياسى .ويتوقع انحصار وتراجع لحزب الوفد لان اليبراليه التى ينادى بها اصبحت قسمه بين الفرقاء السياسيين فكل التيارات تطالب بالحريات وحقوق الانسان .ويتفق معه د/ مصطفى النبراوى فى ان حالة التردد الاخيره لحزب الوفد ستؤدى لتراجعه وتؤدى لظهور قوى سياسيه اخرى موازيه لها خطاب اخر لكن الظروف الحاليه وخاصه قانون الاحزاب لايسمح بظهور مثل هذه التيارات التى تكتسب شرعيتها من الشارع ولكن النظام القانونى والسياسى لايعطيها المشروعيه التى تتيح لها التعبير عن نفسها وخوض الانتخابات وتنظيم عضويتها .
ويرى ان جماعة الاخوان وان اختلفنا معها فيجب ان نتعلم منها ففى الفتره الاخيره غيرت من خطابها السياسى وابتعدت عن العنف عن طريق ما اتيح لها من دخول مجلس الشعب والتواصل مع الجماهير .
يطرح د/ سعد الدين بدائل اخرى لجماعة الاخوان من الممكن ان يلتف حولها الشعب فى المرحله القادمه كبدائل حقيقيه للنظام هى حزب الجبهة الديمقراطيه وحزب الوفد .ويختلف مع طرح انهيار الحزب الوطنى لاانه يمتلك كل الوسائل القمعيه فى الدوله الحديثه سواء جهاز مخابرات اوامن دوله اوشرطه وجيش وادوات اعلاميه وسيزيد من استخدامه هذه الوسائل كلما زادت عزلته عن الراى العام والقوى السياسيه الاخرى ليحمى ويدافع عن نفسه .
ولاامل حسب رؤية د/ النبراوى فى تعديل قانون الاحزاب الذى سيسمع بتكوين كيانات معبره عن التيارات المختلفه لتمثله تمثيل صحيح فى البرمان تساعدفى تكوين هرم سياسى حقيقى يعكس حقيقة الشارع فهى بمثابة اطر للتعبير عن تحقق امن الدوله والحفاظ عليها من اثار الاحتقان .
ورغم اختلاف رؤى كلا من الهؤلاء المحليين للواقع الحالى ومستقبله القريب الا انهم يتفقون حول التنباء بحل مجلس الشعب الحالى خلال الصيف القادم دون ان يكمل دورته وان تتم الدعوى للانتخابات من جديد .

No comments: