Saturday, June 2, 2007

صراع الحزب الناصرى .توازن القوى بين الاطراف المتصارعة يحول دون حسمه على طريقة حزب الوفد


بدأ صراع السيطرة داخل الحزب الناصرى بين جبهة الامين العام احمد حسن وجبهة النائب الاول لرئيس الحزب سامح عاشور" جبهة الاصلاح والتغيير" ينتقل من داخل مقرات الحزب وصحيفته الى اروقة المحاكم سواء كان محاكم مجلس الدولة او أمام دوائر المدنى التى يقع بها الحزب .خلال الاسبوعين الماضيين حسم أعضاء اللجنة المركزية للحزب انتخابات الامين العام لصالح احمد حسن امام منافسة فاروق العشرى _أحد مؤسسى الحزب _ وقامت اللجنة المركزية بهذه الانتخابات بناء على تفويضها من المؤتمر العام للحزب . ولايزال الحزب لم تكتمل تشكيلاته الحزبية وهياكله التنظيمية لذلك قام الامين العام بدعوة اعضاء اللجنة المركزية للحزب الاسبوع الماضى لأنتخاب الامانة العامة . وهى الانتخابات التى وصفتها جبهة الاصلاح والتغيير داخل الحزب بالمزورة وان موعدها جاء مفاجىء وان جبهة الامين العام انفردت بها . كما ادت هذه الانتخابات التى تهدف لأستكمال الهيكل التنظيمى للحزب الى ظهور 4 دعاوى قضائية ابرزهم المقامة من العاشرى امام محكمة مدنى جنوب القاهرة والتى بدأت المحكمةالنظر فيها يوم الخميس الماضى والتى يطعن فيها على كافة قرارات اللجنة المركزية للحزب وبطلان الانتخابات التى قامت بها اللجنة رغم تفويض المؤتمر العام لها بذلك بعد تصديقه على اعضائها و حسب دعواه ان النتائج التى تم التصديق عليها كانت مزورة وهو ما يبطل كافة قراراتها ويطالب باعادة انتخاب اعضاء الجنة المركزية مرة اخرى .وكذلك الثلاث طعون الاخرى .
من جانبها اصدرت جبهة الاصلاح والتغيير بيانين فى نفس يوم التصويت على اعضاء الامانة العامة تضمنا شجب لما وصفوه بمنهجية التزوير التى يعتمدها الامين العام للحزب للسيطرة عليه بدعم من رئيس الحزب مشار فى احد البيانين الى ان اللجنة المركزية للحزب ثلث اعضائها انضموا لها بالتزوير وهو كفيل بأبطال قراراتها . واشار البيان الاخر الى حالة الضعف التى اصابت الحزب وانه اصبح غائب عن جماهيره وعن التشكيلات الشعبية سواء فى الشعب او الشورى او المجالس المحلية وان عضوية الحزب تقلصت الى اقل من عشر ما كانت عليه وقت تأسيسه ودعى الى ضرورة عقد مؤتمر عام طارىء لمحاسبة المخالفين داخل الحزب والمتسببين فى انهياره .وعلمت المال ان الجبهة تعمل الان على جمع توقيعات من اعضاء المؤتمر العام لعقدة اجتماع طاىء فى اقرب فرصة وان هذه التوقيعات اقتربت من حد النصاب القانونى للاعلان عن موعد المؤتمر القادم . واكد سيد عبد الغنى منسق الجبهة ان دعوى فاروق العشرى المرشح لمنصب الامين العام للحزب هى وسيلة من عدة وسائل تنتهجها الجبهة لوضع حد لسيطرة احمد حسن على الحزب وقال ان كل الوسائل متاحه فى هذه المعركة .

على الجانب الاخر يؤكد احمد حسن ان اللجنة المركزية انعقدت صحيحة لامجال للشك فى ذلك وليس بها اى خلل تنظيمى بل أن الأسماء الموجودة فى الجنة المركزية اوفى الامانة العامة هم من الشباب والوجوه الجديدة دليل على تواصل الحزب مع جهوره والاهتمام بالكوادر الجديدة . ويقول ان الامانة العامة للحزب فى انتظار أول اجتماع لها والذى يتمنى ان يكون قريب لأنتخاب أعضاء المكتب السياسى للحزب .
وعن الدعاوى القضائية المقامة للطعن فى مركزية الحزب يصفها بان ليس لها محل من الاعراب ولا تؤثر على اداء الحزب اونشاطه فى اى مجال . وينفى ان يكون الحزب الناصرى يقاطع انتخابات الشورى وانما المسألة مادية فالحزب فقير وليس لديه الامكانات المادية التى تواجه تكاليف الانفاق على الانتخابات والتى وصفها بالخطيرة خاصة وان الانتخابات اصبحت تعتمد على المادة .

لكن الى اى درجة يؤكد تطور الاحداث داخل الناصرى ما توقعه بعض المحللين السياسيين من دخول الحزب فى نفق مظلم من الصراعات الداخلية والتى قدتتطور الى دعاوى قضائية قد تنتهى فى النهاية بتجميد الحزب .
او الى تكرار مشهد العنف الدموى الذى حدث داخل حزب الوفد .
يستبعد محمود عسقلانى المتحدث الرسمى باسم جبهة الاصلاح والتغيير ان يحدث ذلك المشهد الدموى فى الناصر ويدلل على رؤيته بان الجبهة تعتمد فى تحركاتها على المواقف السياسية كما تقتضى اللعبة السياسية وليس على منهج البلطجة . كما ان الجبهة تضع تجربة الوفد ام اعينها لتستفيد منها وتتجنب مساؤها رغم تاكيده على التشابه بين الحالتين ولا يخفى تاكيده على دور الدولة فى تفجير الاحزاب من الداخل خاصة فى المرحلة الانتقالية التى تتمر بها الدولة حاليا وتستهدف خلق حالة من الترهل الحزبى .
وهو ما يختلف معه د/ عمر هاشم ربيع خبير شئون الاحزاب بمركز الاهرام للدراسات السياسية لاانه يرى ان جميع الاحزاب فى مصر مخترقة وان الدولة تلعب غالبا دور رئيسى فى ازمات هذه الاحزاب عن طريق اجهزة الامن وهى عادة النظام منذ بدا التجربة الحزبية فى مصر وليست مرتبطة بمرحلة معينة_ وهو ما ادى لصعود الاخوان _ فاى حزب يظهرله دور فى الحياه السياسية تبدا به الانشقاقات والصراعات والنزاعات القضائية الى ان يتم تجميد الحزب. ويرى التشابه فى حالة الناصرى والوفد فى نقاط هى ازمة الديمقراطية داخل الاحزاب المصرية وصراعات الاجيال فى الاحزاب وكذلك صراعات الكوادر والنخب . اما نقاط الاختلاف هى ان طبعة الصراع فى الوفد كان محسوم لأنه كان اغلبية الحزب فى مقابل د/ نعمان جمعة وعدد قليل جدا معه ولكن على العكس الصراع فى الناصرى فهو بين بين مجموعات كبيره وواضحة كما يتسم الصراع بين المجموعتين بنوع من توازن القوى وهو ما يرى معه ان ان هذا الصراع سيستمر لفتره اطول ولن يحسم بسهولة ويصعب معه ان ياخذ الحزب نفس المنحى الذى حدث فى الوفد .

No comments: