Friday, August 17, 2007

دلالات انتخابات سكرترية اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات العمالية


اليسار والاخوان تيارات بريئة من انتفاضة العمال
والساحة مفتوحة لقيادات شابة جديدة

انتهت الاسبوع الماضى اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات العمالية من انتخابات السكرترية التنفيذية للجنة والتى تابعها مرصد حالة الديموقراطية والذى اصدر بيان اشاد فيه بنزاهة العملية الانتخابية وان هذه الانتخابات شهدت تغيير فى تشكيل السكرترية التنفيذية بنسبة 92% اغلبهم من القيادات الشابة الغير مسيسة التى كان لها دور قيادى فى تحريك الاضرابات والاعتصامات فى اماكن عملهم . كما اشار البيان الى عدد من القيادات اليسارية أثرت عدم الترشح فى هذه الانتخابات لاعطاء الفرصه لتغيير الدماء من خلال دخول قيادات شابه جديدة . الاان هذه النتيجة تثير تساؤل. الى اى درجة يعتبر تراجع قيادات يسارية واخوانية فى هذه الانتخابات امام قيادات شابه غير مسيسة يعنى انحصار وتراجع لنفوز كلا الطرفين فى القواعد العمالية وبالتالى ينفى ذلك وجود اى دور لكلاهما فى الانتفاضات العمالية المتتالية . وهو ما يثير استفاهم اخر وهو هل الظروف الاقتصادية هى العامل الوحيد لتحركات العمال الاخيرة ام يصحبها عوامل اخرى وماهى هذه العوامل ؟

ومن جانبه يستبعد احمد فوزى مدير مرصد حالة الديموقراطية ان يكون هناك اى نفوز لاى تيار سياسى داخل القواعد العمالية لانه يرى عدم وجود تيارات سياسية تؤثر فى العمال وبالتى ليس لهادورفى التحركات العمالية الاخيرة . ولكن المحرك الاساسى لهذه التحركات هى الازمة الاقتصادية التى يمر بها الاقتصاد المصرى بما فيه العمال والى جانب افتقارهم الى الخدمات التى كان يجب على الحكومة ان تقدمها لهم خاصة قبل بدا عملية الخصخصة لضمان حقوقهم . ويقول رغم ان غالبية القيادات العمالية من اليسار لانه بطبيعته منحاز لهذه الفئة الانه ليس له نفوز فى هذه الطبقة العمالية لعدم قدرته على التواصل معها وان اخر مراحل شهد فيها اليسار نفوز فى هذه الطبقة كان فى نهاية السبعينات وهى مرحلة كان الشعب المصرى خلالها مسيس على حد تعبيره . وتراجع هذا النفوز نتيجة الحملات الاعلامية والامنية التى كانت تستهدف قيادات اليسار ونشطائه والعمل على تصفيتهم وانهاكهم . كما يرى ان هذه الازمة السياسية هى مناخ عام تعانى منه مصر فى المرحلة الراهنة لتراجع دور التيار الليبرالى واليسارى وهما التيارين الذين يحكمان العالم وغير موجودين فى مصر فى مقابل تصاعد تيارات دينية الى جانب حالة الشعب الذى المصرى الذى اصبح مزاجه رجعى بعيدا عن السياسة .

اما من وجهة نظر صلاح عدلى مدير مركز افاق اشتراكية هناك علاقة وان لم تكن مباشرة بين قوى اليسار والعمال فى مصر كان لها تاثير فى التحركات العمالية الاخيرة من خلال عاملين الاول هو انه ليس من المعقول الفصل بين التراث اليسارى الكبير من الاضرابات والاعتصامات فى المحلة فى ثمانينيات وغيرها من المدن وما يحدث الان من اضرابات فمن الناحية التاريخية لم يكن لاى تيار سياسى نفوز فى هذه الطبقات سوى قوى اليسار . كذلك العامل الاخر الذى يربط بشكل غير مباشر بين التحركات الاخيرة واليسار المصرى هو وجود قيادات شابه وسيطه فى الاضرابات الاخيرة هذه القيادات متاثره باليسار وتراثه وان لم ينتمو اليه . كما يرى عامل اخر لا يمكن اغفاله هو الدور الذى تقوم به لجان العمال فى الاحزاب وكذلك العدد القليل من القيادات العمالية الحزبية التى تعمل للتوعية بين العمال . كما يرى ان التحركات العمالية الاخيرة هى جرس انزار لليسار لينتبه اين قياداته فى القواعد التى تتحرك الان .
ويستبعد ان تكون مشاركة جماعة الاخوان فى الانتخابات العمالية الاخيرة قد سحبت من رصيد او نفوز اليسار فى هذه القواعد ويرى ان هناك حالة من الفراغ تحاول اى قوة سياسية ان تملأها ويقول ان قوى الاسلام السياسى تحاول ان تؤسلم جميع الافكار وهم لهم تواجد قوى فى المجتمع المصرى وجزء منه العمال وهو يحاول ان يطرح نفسه كبديل فى الطبقة العمالية الاان هذا البديل لم يكن له اى مواقف واضحة مع العمال فى اضراباته وعلى سبيل المثال حاول نواب الاخوان التدخل فى اضرابات المحلة الاخيرة الا ان العمال هم من رفضوهم كذلك كان لهم موقف معارض للفلاحين فى ازمتهم الاخيرة مع البنوك عندما رفع الاخوان شعار ان العقد شريعة المتعاقدين وهو ما يعنى ان على الفلا حين ان يتحملوا ما يقع عليهم من ظلم ويتسال اين كان الاخوان فى ازمات المهمشين مثل ازمة اهالى قلعة الكبش واين كانو فى ازمات المياه الطاحنة وما كان موقفهم من حادث العبارة الذى راح ضحيته ما يقرب من الف مواطن مطحون .

على الجانب الاخر يرى صبرى ابو الفتوح منسق جماعة الاخوان فى الانتخابات العمالية الماضية ان اليسار المصرى غير موجود وان مشكلته انه يرفع شعارات تلقى قبول لدى القاعدة العامه من العمال ولذلك اذا رددها شخص واحد تبدو وكأنها صوت مسموع ويدلل على رائيه بانه لم يكن هناك اى تواجد لليسار فى الانتخابات العمالية الاخيرة فلم نرى لهم برنامج ولم نشاهد اى من كوادرهم ويقول ان كان لهم شعبية ففى مدينة او اثنين على الاكثر لكن ليس لهم قاعدة لدى الغالبية من العمال . ويقول ان هذا الرى من واقع ممارسه عملية لواقع .
الاانه يرى حالة من الصعود مرة اخرى لليسار فى الوقت الحالى الا انها غير مؤثر حسب وجهة نظره لانهم حوالى 300 شخص يتجمعوا معا فى مكان واحد فيظهروا وكانهم قوة ولهم شعبية رغم انها نفس المجموعة تعقد مرة اجتماعا فى الاسكندرية ومرة اخرى فى السويس ومرة فى القاهرة . رغم ذلك الرى فهو يتمنى ان تقوى المعارضة بشكل عام ليكون هناك مناخ سياسى صحى .
ويقول ان ترشيح الجماعة ل2000 مرشح فى الانتخابات العمالية الماضية انما هو ظهور نوعى كان الهدف منه الرد على قول ان الجماعة ليس لها قوة فى الاوساط العمالية ويدلل على قوة الجماعة بقوله ان الجماعة كانت تستطيع ان ترشح 22 الف مرشح على كافة المناصب العمالية فى الجمهورية وهى قدرة ليست لدى اى من التيارات السياسية بما فيها الحزب الوطنى فلم يكن هناك تيار سياسى استطاع ان يتقدم 2000 مرشح كما فعانا .

اما ان تواجد اليسار لم يكن موجودا داخل الاوساط العمالية كمنهج انما كافراد يحملون هذه الايدولو جية فى افعالهم هو راى ايهاب شلبى احد القيادات العمالية الشابة الغير مسيسة والذى يصف اليسار بين العمال بالشجرة الكبيرة التى كانت تظل العمال وتم تقسيم هذه الشجرة الى شجيرات صغيرة تحمل نفس الفكر ولكنها ليست القوة الكافية للتغيير . ويرجع اتجاه بعض العمال للقيادات الاخوانيه الى انهم هم اصحاب الصوت الاعلى فى المجتمع الان وظن العمال ان هذا الصوت قد يساعدهم على التغيير فه م يطمحون الى اى تغيير وليس اكثر من ذلك .

ويستبعد د/ عمر الشبكى خبير مركز الاهرام للدراسات السياسة ان تكون هناك فى مصر قوة سياسية شرعية اوغير شرعية قادرة على التواصل مع انتفاضة العمال . واذا ارادت اى قوة سياسية ان تسيس هذه الحركة عليها ان تقدم مراجعات حقيقية فى طريقة تفكيرها وخطابها واللغة التى تتعامل بها لتقترب من العمال . ويوضح ان قوى اليسار رغم انها تبدوا الاقرب للعمال يصعب عليها التواصل معهم فى الوقت الحالى لاان اليسار فى مصر ايدولوجى وليس اجتماعى فهواما شرعى ومفصول عن الجماهير او غير شرعى يتحدث باسم الجماهير يحلم بالتواصل معهم واسير مقولات وشعارات ايدلوجية منذ زمن وهو ما يصعب عليه تغيير خطابة للتواصل مع العمال لاانه سيبدوا تخلى عن الايدلوجية التى التزم بها منز زمن . وكذلك يستبعد ان تقوم جماعة الاخوان بهذا الدور لاانها تفتقر الى ان تكون حزب سياسى له رؤية سياسية واضحة . وحتى اذا افترضنا على سبيل الخيال ان هناك قوة سياسية استطاعت ان تغير وتطور من نفسها للتواصل مع الانتفاضة الجديدة فلن تستطيع التوالصل والتمدد مع الجماهير لما يفرضه النظام من قيود على حركة التيارات السياسية لذلك الحل فى ان تستمر الحركة الحالية لتتطور بنفسها وتفرز رموزها وقادتها بنفسها .

No comments: