Friday, July 20, 2007

"خليك بالبيت" دعوه ينقصها اركان العصيان المدنى



يدعو حزب الكرامة وحركة كفاية منذ اكثر من شهرين الى حملة "خليك بالبيت" يوم غد 23 يوليو ويدعوا الشعب المصرى ان يلزم منازله فى هذا اليوم وان يرفع المواطنين اعلام مصر واعلام سوداء على نوافذ منازلهم احتجاجا على الأوضاع السيئه للشعب المصرى بشكل عام . ترجع الفكرة لأكثر من 4 شهور حسب ماجاء على لسان احمد حلمى احد الشباب اصحاب الفكرة والذى يقول ان الفكرة لمجموعة من الشباب الناصرى قام حزب الكرامة بتبنيها والترويج لها ثم تبنتها حركة كفاية بشكل اوسع وتم الترويج للفكرة بين عدد من الاحزاب ابرزهم حزب التجمع والغد والناصرى وبين عدد من الحركات الاحتجاجية مثل مهندسون ضد الحراسة ومعلمون بلا نقابة . وعن طريق مواقع ومدونات على الانترنت تبنت الحملة والدعوة لها . ويوضح حلمى ان اختيار يوم 23 يوليو تم اختياره بعد عدة مناقشات استقرت على هذا اليوم كيوم وطنى لكل المصريين وليس مناسبة خاصة بالناصريين فقط .ويصف الحملة بانها بروفة للعصيان المدنى . ويتوقع ان تلقى الفكرة استجابة من شرائح عديدة فى المجتمع .

مع اقتراب الموعد المحدد للحملة زادت مساحة طرح الفكرة من وسائل الاعلام المختلفة وكذلك زادت الانتقادات الموجهة للحملة سواء ممن يشكك فى مدى جدية الحملة من الاساس ومن يتحفظ على اسلوب ادارتها وتنظيمها وخاصة اختيار يوم تدعو فيه المواطن ان يلزم منزله فى يوم هو بالفعل يوم عطله رسمية . وكذلك تسؤل الى اى درجة تتسق هذه الفكرة مع مفهوم العصيان المدنى .

فمن جانبه يصف احمد عبد الحفيظ نائب رئيس الحزب العربى الناصرى الفكرة بالجديدة ويرى ان الحزب يتجاوب مع اى حركات احتجاجية فى كل الاحوال ويقول انه شىء جديد ومطلوب بشكل او بأخر لضرورة وجود حالة من تراكم المواقف تؤدى لأنتزاع الشعب لحقوقه . وعن الانتقاد الموجه للحملة انها تختار يوم اجازة يرى ان فى هذه الايام ليس هناك فرق بين يوم العطلة ويوم العمل العادى لأن المواطنون يخرجون حتى فى هذه الايام لقضاء بعض المصالح او للتنزه ويقول ان الحملة لم تدعوا الى اضراب عن العمل وانما هى شكل من اشكال الاحتجاج والاعتراض على الاوضاع القائمة . لذلك فهو يتحفظ على وصف الفكرة بالعصيان المدنى وحسب وجهة نظرة انها تحتاج لكثير من النضوج والتطوير لتصلح لأن تكون عصيان مدنى . ولا يخفى عبد الحفيظ قلقه من الفكرة التى وصفها بالجديدة انها تحتاج الى تنظيم جيد ودعاية بشكل كافى لضمان نجاحها كذلك يخشى من عدم وجود الية لقياس نجاح هذه الفكرة واستجابة الشعب لها .

ولا يبدى د/ حمدى حسن المتحدث بأسم كتلة الاخوان فى مجلس الشعب اى اعتراض على تقبل الفكرة كبداية لخطوات اخرى ويقول ان الجماعة تقف الى جانب اى فكرة تؤدى لتحرك شعبى منظم . ويقول كنا نتمنى ان تكون هذه الدعوى خلال يوم عمل لبيان تأثيرها اكثر فحسب قوله ان هذه الفكرة يمكن رصد تأثيرها عن طريق استبيان لنخب سياسية فقط ويصعب ان يكون على مستوى قطاعات مختلفة من الشعب . ويضيف ان المطوب فى هذه المرحلة هو تحرك واعى له هدف .

ويوضح د/ عاطف البنا استاذ القانون ان مثل هذه الفكرة تأتى بعد مطالبات عديدة ومتكررة للاصلاح فى مظاهر مختلفة ولم يحدث حتى الان اى اصلاح بل تراجعت الاوضاع الى الاسؤ وبالتالى فهذه الفكرة تعتبر وسيلة جديدة للاحتجاج والاعتراض علينا اختبارها كذلك لا يرى ان هذه الدعوى ينطبق عليها فكرة العصيان المدنى بشكل كامل ولكنهاوسيلة فى هذا المجال على حد تعبيره كمقدمة لعصيان مدنى اوسع . ويضيف البنا انه رغم الانتقادات الموجهة للفكرةالا انها فكرة جديدة تحتاج الوقوف الى جانبهاوالعمل على انجاحها وتطويرها .

ومن جانبه يعلن مجدى الدقاق رئيس تحرير مجلة الهلال وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى انه ليس ضد اى نشاط سياسى تمارسه الاحزاب والقوى السياسية الشرعية . الاانه يتحفظ على الاستجابة لاى دعوة الااذا كانت دعوى عاقلة . وعلى حد تعبيره ان بعض القوى الساسية تدعوا المواطنين ان يلزموا منازلهم يوم عطلة فهو دليل على ضعفها ويقول ان اختيار هذه القوى ليوم 23 يوليو كيوم عزيز على المصريين انما يرجع لانهم يعلموا انه لن يستجيب لهم احد وليس هناك اى مبرر سياسى لان يجلس الناس فى منازلهم . ويضيف " كان اولى بهذه القوى ان تدعوا الناس للتنزه والذهاب الى السينما " ودعوة الشباب للمشاركة فى الاصلاحات الدستورية التى حدثت والنقاش السياسى القائم الان بدلا من هذه الدعوات السلبية . ويرجع اختيار يوم العطلة لاحساس هذه القوى بالفشل ولو كانوا يعلموا ان لهم شعبية لاختاروا يوم عمل وهو المحك الحقيقة على حد تعبيره . ويرى ان المصريون سيكونوا منشغلين بترتيب اوراق التنسيق للجامعات فى هذا اليوم ويشاهدون فيلم رد قلبى والافلام الشهيرة التى يعرضها التليفزيون المصرى فى مثل هذه المناسبات . ويقول ان هذه الافكار هى احلام وطفولة سياسية وانه يقدر اندفاع وانفعالات الشباب اصحاب الفكرة وكذلك يتفهم مصالح من ورائهم .

اما على الجانب الاخر فيؤكد صلاح عدلى مدير مركز افاق اشتراكية انه مع فكرة العصيان المدنى ومع كافة الحركات الاحتجاجية وانه يتحفظ على كافة ممارسات الحزب الحاكم والدولة القمعية التى نعيش فى ظلها .
الا انه يرى ان وصف حملة خليك بالبيت بالعصيان المدنى به كثير من التجاوز والمبالغة ويرى انها دعوة لأبراز مواقف سياسية . ويعرف العصيان المدنى على انه حركة تنتج عن تطور حالة من الاحتجاج والرفض الشعبى الواسع للمجتمع ومنظماته لتصل فى لحظة ما تقرر فى شكل سلمى وديمقراطى استخدام اساليب متنوعة للتغيير الى ان تصل الى اشدمراحل الضغط بشدة من اجل التغيير . وبناء على هذا التعريف يرى ان الحملة ينقصها ان يكون لها مطالب محددة وان يكون لها قيادة وان يكون هناك الية لقياس مدى فاعليتها الى جانب التحضير الجيد لها . ويرى ان هناك تعجل فى طرح هذه الفكرة رغم وجود احتجاجات واقعية تمثل ارهاصات لتحركات اكثر قوة . ويطرح مثال العصيان المدنى فى السودان والذى سبقه تحركات من نقابات مهنية تقف الى جانب نقابات عمالية وحركات طلابية وقادها نخب مثقفة وكانت مطالبها واضحة وهى اسقاط النظام الديكتاتورى . ويرجع التعجل فى طرح فكرة العصيان المدنى والتى تتردد منذ اكثر من عامين الى حالة من الانبهار والمبالغة والانفعالية فى تقييم الوضع الحالى بعيدا عن الموضوعية . ويخشى من ان التعجل فى طرح مثل هذه الافكار قد يؤدى الى حالة من الفوضى تعود بنا الى الوراء . لذلك لا يتوقع عدلى الكثير من النجاح لهذه الحملة .


ورغم اعلان سامح عطية عضو الهيئة العليا لحزب الغد انه ليس ضد فكرة العصيان المدنى الانه يعترض على طرحه الان فحسب وجهة نظره ان العصيان المدنى هو الكارت الاخير لدى الشعب للمطالبه بالتغيير والووقت الحالى ليس بالمناسب لحرق الكارت الاخير لدى الشعب للتغيير ويرجع لجؤ المعارضة لهذا الحل الى انها تلقى بفشلها على الشعب وكأن المعارضة قد قامت بكل ما عليها من واجب واستنفذت كافة الطرق حتى تلجا لهذا الحل الان . وهو ما يصفه بهروب المعارضة من مسؤليتها على حد قوله . ويتسأل كيف ستحرك معارضة فاشلة الشعب فهى لم تدخل فى اى صراع مع الحكومة وكسبت منه شىء . ويقول ان اداء المعارضة يشوبه الكثير من الفساد سواء بالبحث عن مصالح شخصية او بالتنازل عن مواقف صحيحة لصالح الشعب مقابل منح وهبات من الحكومة . ويطرح تسؤل من شارك فى فساد ال24 سنة الماضية سواء بالصمت او التواطؤ . ويدعو قوى المعارضة ان تقف مع نفسها وان تعترف بالفشل وان تعتذر للشعب عن هذا الفساد ويلقى باللوم على وسائل الاعلام التى لم تفضح فساد المعارضة وعملت على خروج قيات وزعامات وهمية للمعارضة . ويقول خرج مجلس الشعب بتقرير قاسى عن حادث العبارة لم يستغرق سوى 5 دقائق داخل المجلس وانتقل المجلس الى جدول اعماله العادى ولم تقم المعارضة داخل المجلس باى موقف فكان اولى بهم ان يعتصموا فى المجلس حتى يحاسب المسؤل عن مقتل اكثر من 1000 مواطن فى هذا الحادث اجدى لهم من الدعوى الى هذا العصيان .



وعن الناحية القانونية للدعوى لعصيان مدنى يؤكد ايمن عقيل مدير مركز ماعت للدراسات الحقوقية انه ليس هناك نص فى القانون ينص على تجريم العصيان المدنى وكذلك لا يجرم التظهار او الاضراب او المسيرات وانما هناك نصوص قانونية تقنن هذه الممارسات عن طريق النص على الحصول على موافقة الجهات الامنية على هذه التحركات بتقديم طلب يضم اسباب التظاهر وعدد المتظاهرين والمكان والتوقيت التى ستتم فيه المسيرة او التظاهرة وذلك لا يعنى ان تجريم هذه الممارسات . ويشير اى انه فى المقابل هناك المئات من القوانين المقيدة للحريات . ويوضح ان دائما من يتم القبض عليهم فى مسيرات او مظاهرات لاتقوم النيابة بتوجيه تهم خاصة بالتظاهر او الاعتصام فى حد زاته ولكن تكون تهم تعتمد على تجريم النتائج المترتبة على هذه الممارسات كأن يتهم المتظاهرون بتعطيل حركة المرور وكذلك تعطيل العمل فى مؤسسة حكومية يعتبر جنحة عقوبتها الحبس . وكذلك الدعوة اللانقلاب على الدستور يعتبر انقلاب على الحكم وتصل عقوبته للاعدام . ويقول ان كافة هذه القوانين غير منصوص عليها فى الدستور ويجوز الطعن على عدم دستوريتها.

No comments: